الحبة السوداء (الكمون الأسود) ــ الحقيقة والخرافة

ثبت في الصحيحين من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة ــ رضي الله عنه ــ أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : "عليكم بهذه الحبة السوداء ، فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام" (والسام هو الموت) .



فالحبة السوداء أو (الكمون الأسود) يشفى من الزكام والصداع وتساقط الشعر ويستخدم في أمراض النساء والولادة ، آلام الظهر ، التئام الكسور ، علاج القولون ، طرد الغازات ، علاج الانتفاخ ، دوالي الساقين ، علاج الاسهال حساسية العين ........



هذا هو المتعارف عليه ، علاج الأمراض العضوية التي تصيب الإنسان .



لكن نرى في مجتمعنا أن الناس يؤمنون بخرافة عجيبة ، وهي أن الكمون الأسود يحمي الإنسان من العين ، تجد المرأة تحمل كمية من الكمون الأسود معها ، أو ترى في المنزل (ربطة) صغيرة من الكمون موضوعة في مكان ماة من الحجرة . دجل وخُرافة عجيبة . من أين لهم أن هذا هو الموجود في الإسلام ؟ مَن مِن الصحابة استخدم الكمون الأسود لكي يحميه من العين ؟ هل هناك ما يمنع قدر الله إذا آتي ؟ ما علاقة هذه الحبة السوداء الجامدة بالعين ؟

أساسا العين نوع من الحسد والرسول صلي الله عليه وسلم علّمنا ماذا نفعل ، وعّلمنا ماذا نفعل قبل الإصابة بالعين أو بعدها ، فأنت لو قلت ما شاء الله فلن تضره العين ، والعين حق ، قال تعالى : (وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم) ، سورة القلم ، 51

قال ابن عباس وغيره في تفسيرها أي يعينوك بأبصارهم .



وقال النبي صلي الله عليه وسلم (العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا) رواه مسلم ، ومن ذلك ما رواه النسائي وابن ماجة أن عامر بن ربيعة مر بسهل بن حنيف وهو يغتسل فقال (لم أر كاليوم ولا جلد مخبأة) فما لبث أن لبط به فأتى به رسول صلي الله عليه وسلم فقيل له : أدرك سهلاً صريعاً فقال : (من تتهمون؟) ، قالوا : عامر بن ربيعة ، فقال النبي صلي الله عليه وسلم علام يقتل أحدكم أخاه ، إذا رأي أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة) أخرجه ابن ماجة . ثم دعا بماء فأمر عامراً أن يتوضأ فيغسل وجهه ويديه الى المرفقين ، وركبتيه وداخلة إزاره وأمره أن يصب عليه ، وفي لفظ يكفأ الإناء من خلفه . والواقع شاهد بذلك ولا يمكن إنكاره .



وفي حالة وقوعها تستعمل العلاجات الشرعية وهي :

1) القراءة : وقد كان جبريل يرقي النبي صلي الله عليه وسلم فيقول (باسم الله أرقيك ، من كل شيء يؤذيك ، من شر كل نفس ، أو عين حاسد ، الله يشفيك باسم الله أرقيك) ، أخرجه مسلم .

2) الاستغسال : كما أمر به النبي صلي الله عليه وسلم عامر بن ربيعة في الحديث السابق ثم يصب على المصاب .

والتحرز من العين مقدماً لا بأس به ، وقد كان النبي صلي الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول : (أعيذكما بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامة ، ومن كل عين لامة ) ويقول هكذا كان إبراهيم يعوذ إسحاق وإسماعيل عليهما السلام . رواه البخاري



من أين لهؤلاء أن الكمون الأسود يحمي صاحبه من العين ؟

هي بدعة وهي ضلالة . . إذا أمعن المسلم التفكير فسوف يصل إلى قناعة بأن هذا خرافة ، وإن دل على شيء إنما يدل على ضعف الإيمان والجهل بالدين ، فقدوتنا هو رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فيجب علينا إتباعه



نسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة .

أسعدني هذا المرور الرائع

حفظك الله ورعاك

كل الود

أخي الغالي

لك تحياتي على مرورك الأكثر من رائع

سلمك الله من كل شر

كل الود مع باقة ورد